Pages

Wednesday, June 19, 2013

من من العيب؟

وزارة القوى العاملة تـُوقع عقود لتدريب 1500 شاب في دورة مُكونة من عدة أجزاء كاستخدام الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية وتنمية بشرية، لست متأكدة من العدد ولست أعلم معنى "تنمية بشرية" ولكن ((المهم النية))، ومن ناحية أخرى مؤسسة النفط تمنح دورة تدريبية لعدد لا بأس به من الشباب الغير عاملين ولست متأكدة من العدد أيضاً، رغم سوء إدارة المشروع الواضح في توزيع الشباب على مراكز التدريب البعيدة جداً عن مناطق سكنهم ولكن ((المهم النية)).

الأغنية الرومانسية
 في استماعي لبرنامج عبر الموجات القصيرة، يُناقش المذيع ضيوفه والمتصلين حول فرص الشباب ولما لا يتسلمون المناصب "القيادية" وعن كم الطاقة والقدرة الموجودة لدى الشباب الليبي وعدم إتاحة الدولة الفرصة لهم. كأن السبب الوحيد والرئيسي لتقدم أي إنسان الدولة!!
 استمعت بانتباه للضيف ((الذي بدى لي من صوته وأسلوبه أنه كبير السن)) والذي راح يسرد خصائص الشباب الليبي وأضاف أنه في جلسة نقاش مع بعض الشباب سمع عن الدورات التي ستقدمها وزارة العمل لهؤلاء الشباب والتي ستؤهلهم إذا اجتازوها بتفوق لتسلم المناصب "السيادية" ((و الله؟؟))

الواقع المرير
تصلني الأخبار من أحد مراكز التدريب التي تتدرب فيها مجموعات مؤسسة النفط، أخبار تناقض وبشدة مع ما كنت أستمع إليه لتوي عبر الراديو، الطلاب المجتهدين بعد انتظارهم للفرصة حتى يتسنى لهم التقدم، بعد الساعتين الأولى من النهار، غادروا المركز دون إخطار وفسر من بقي منهم أنهم غير معتادين على الدراسة وأنهم لن يبقوا لإتمام يومهم الدراسي ((ساد ساعتين، أكثر من هكي ماتعبوش))، لم يبذل أغلب الطلبة الجهد إلا في انتقاد ما يقدم لهم من طعام وشراب ((كأنهم في زردة)).

في خلال زيارتي للمركز، صدمت من التعليقات وصوت الضحكات العالية الغير لائقة ((كاباريه)) وبعض من قلة الذوق ((مانبيش نقول أخلاق للتخفيف))، وأضيف قصة أخبرني بها مدير مركز تدريب آخر عن شباب في دورة اعترضوا بانفعال عندما طلب منهم العودة إلى قاعة المحاضرات بعد أكثر من 40 دقيقة كاستراحة ((جايين تقروا وإلا تهدرزوا)).

كفى إنكاراً
توقفت عن كوني حالمة، كثير من شبابنا يملك الخصائص الجيدة و/أو القدرة، وبعضهم أتيحت له الفرص، ولكن الأغلبية ((مع الأسف)) لا يحتاجون إلى التنمية بل إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي ثم التنمية، نحتاج لتغيير ثقافة ((بلاش نغنوا على بعض)).

Friday, March 15, 2013

قراءات بين السطور

ذات الوجه الصبوح – منى الشيمي

كانت الابتسامة لا تفارق شفتس جارتنا في الشقة المقابلة. تخرج على الحياة بإقبال يفتقده أهل الحي جميعهم، و قبل انبلاج الصبح بقليل، تعود مرهقة، لكنها سعيدة، سعيدة غامضة. كان أبي يحذرنا من التعامل معها، ويمنع لؤي من اللعب بين الشقتين. يعنف أمي إذا عرف مصادفة أنها استعارت شيئاً منها، أو حتى بادلتها الابتسام.
***
كانت جارتنا ذات الوجه الصبوح، على الرغم مما يقال عن عملها في مقهى يقدم المشروبات للأشرار، وعن تغييبها طيلة الليل، وعن ملابسها فاقعة الألوان.
***
حتى ظروفها التي لا دخل لها فيها، صارت محل انتقاد الجميع، كموت أمها منذ عدة سنوات وهجرة أخيها إلى أمريكا، بمن فيهم البقال الذي يقع دكانه في نهاية الشارع ولا يبيع – كما تقول أمي – سوى البضاعة المغشوشة.
***
كبرنا. تزوجت أختي وكف لؤي عن اللعب، ظل الجيران على حالهم من التجهم. وظلت جارتنا محتفظة بوجهها الصبوح. التغيير الوحيد الجميل، أن شرفة جارتنا امتلأت بكثير من النباتات الخضراء، وجفت نباتات كل الجيران.